وباء كوفيد- 19 ينبئ بعصر جديد من الرعاية الصحية المتقدمة والطب الدقيق

أنزل وباء كوفيد- 19 أثارا دائمة على قطاع الصحة العالمي وقد أفشى محدودية نظام الرعاية الصحية المركزي المتبع في الكثير من بلدان العالم، مما دعى إلى الإلتفات إلى فعالية مجال الصحة العالمية.

ومن المتوقع أن يجذب مجال الصحة العالمية استثمارات هائلة، والتي تصب بأغلبها في مجال التكنولوجيا الحديث، وبشكلٍ خاص في بيوتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والنانوتكنولوجيا.  حيث من المتوقع أن تشهد ارتفاعا  بنسبة 50% من التمويلات سنويًا، حتى تصل إلى مبلغ ترليون دولار خلال السنوات القادمة. وقد بدأت علامات النمو تظهر على قطاع التكنولوجيا الجديدة منذ بداية النصف الثاني من العام 2020.

أما بالنسبة لبلدان الشرق الأوسط، فإنها تدرك مدى فداحة الخسائر البشرية والاقتصادية التي قد تنتج عن تفشّي وباء آخر. فقد أنزل الوباء بأعباء إضافية على أساليب علاج السرطان والصحة العقلية كما أمراض القلب والأوعية الدموية. وخاصة كون أغلبها يتبع نموذج صحيّ شديد المركزية، ومع تخصيص أكثر من 70٪ من ميزانية الرعاية الصحية في المنطقة لعلاج الشيخوخة، الأمر الذي أضاف عائقًا أ كوفيد – 19 على أساليب.

وتكون المملكة العربية السعودية من أوّل البلدان التي وظّفت الذكاء الاصطناعي لمحاربة وباء كوفيد -19.  ففي خطوةٍ مهمة تم جمع عدد هائل من بيانات المرضى وجمعها ليتم تحديد أنماطا محددة في البيانات وغربلة الخوارج، الأمر الذي يساعد في كشف ومعالجة فيروس الكوفيد -19 اليوم وأمراضٍ أخرى في المستقبل. وبالإمكان الاعتماد على هذه التكنولوجيا نفسها لتطوير الأدوية واللقاحات، وحتى في توظيف البيانات للتنبؤ بأنواع اللقاحات والأدوية الأكثر فعاليةً.

ويحلل برنامج الذكاء الاصطناعي بيانات من مصادر شتّى، مثل السجلات الرسمية والبيانات السريرية وسجلات الأطباء وسجلات الرحلات الجوية والغياب عن المدرسة وحتّى من وسائل التواصل الاجتماعي. ف وتتميز المملكة العربية السعودية بكونها أوّل دول العالم التي أطلقت تطبيقًا لتتبع الاتصال بفيروس كورونا، عبر دمج جهود المؤسسات المختلفة لتطوير حلول تكنولوجيا مرنة وإصدار سلسلة من التطبيقات لتقديم خدمات متنوعة للمواطنين.